الفصل الوحيد طوال مسيرتي في كتابة رواياتي، هذا يعتبر أكثر فصل إستغرقني وقتا كبيرا ههه، إستغرقني كتابته اكثر من ثلاث ساعات بقليل.. 

وهذا راجع أني كنت أكتب بينما أعمل هههه، تخيلو أني أعمل في محل في مدينتنا، أكتب كلمة وأبيع شيئا، أكتب وأبيع طيلة الثلاث ساعات هههه، البارحة لم أستطع ان اكتب بسبب التعب.. 

فكما تعلمون يا رفاق أعمل من السادسة والنصف صباحا حتى الرابعة والنصف مساءا، وفي المساء لدي بعض الأعمال رفقة العائلة وأحيانا رفقة أصدقائي وحين أدخل غرفتي يكون الوقت تقريبا الواحدة ليلا أغفو مباشرة للنوم، وأيضا لا ننسى هناك بعض الأيام ادرس فيها.. 

ولكن وجدت طريقة تمكنني من الكتابة والعمل والدراسة، وستلاحظون تحسن وتيرة النشر قريبا..

وارجو المعذرة على الثرثرة، تفضلو الفصل الذي أثق أنه أفضل من تسريبات التي وضعتها على الأنستا البارحة ههه.. 

وبحق هذا التعب الذي امر به وما اجتهده لأكتب لأجلي ولأجلكم يا رفاق لا تنسو متابعة حسابي على الأنستا و لا تنسو ترك تعليقاتكم على الواتباد والمدينة.. 

وشكرا مسبقا... ♥️🙏

الفصل 244 (الفصل 08 من الجزء الثاني عالم أصل السماء):
-هوانغ أكاغي-
(قراءة ممتعة)

"ما رأيك برهان أيها العجوز لاو.."

تلك الجملة وتلك الكلمات جعلت الجميع يوجهون بصرهم ناحية رين والحرية تملئ وجوههم، لم يكن أحد يفهم ما يقوله رين او ما الذي يقصده..
لهذا فالجميع كان ينتظرون رد ملك مملكة التنين وزعيم عشيرة الأكاغي الشيخ لاو، قبل أن يسمعو رهان رين..

ولكن في تلك اللحظة قبل أن يتكلم لاو او ينطق بحرف واحد فإن باب القاعة فتح بقوة بعض الشيء، بينما يدخل منه جندي في الثلاثينات من العمر مع أعين سوداء ووجه شاحب..

كان ذلك الجندي يله ثقبل ان ينحني بينما يتكلم بسرعة:

"أعتذر على مقاطعة سيادتكم.."

قامت لينلن بالرد على ذلك الجندي فورا:

"ما الأمر؟"

قام الجندي بخفض رأسه أكثر وأكثر بعد كلمات لينلن بينما يقول:

"مملكة الظلام تحالفت مع مملكة القوس الذهبي وهناك ما يقارب خمسة عشرة ألف مقاتل من كلا المملكتين يحاصرون مدينة آيبريس التي تقع في حدود المملكتين.."

تفاجئ الجميع مما يحدث بينما يقول بعض القادة بصوت مسموع:

"مملكة القوس الذهبي أولئك الهمج الأوغاد.."

"ولكن مملكة الظلام طوال المئة عام الماضية لم تتدخل في اي قتال او حرب تحدث، لماذا حدث هذا؟ "

"ما الذي سنفعله الان؟ "

بعد التحدث قليلا فإن لاو أخرسهم قائلا:

"مدينة آيبريس حيث إحدى القلاع و القواعد العسكرية الإثنا عشر لمملكة التنين ولكنها تعتبر أضعف قاعدة بالمملكة، مهما حدث لا يجب أن نخسر أي قلعة مهما حدث.. "

صمت لاو قليلا قبل أن يكمل قائلا:

"ما هو مستوى قوة الجيشين؟ وأين يقبعون"

أجاب ذلك الجندي فورا:

"كما قلت لحضرتك أيها الملك، هناك جيش يقدر بحوالي ثلاثين ألف جندي من كلا المملكتين، وكلا الجيشين يخيمون بعيدا عن المدينة ببضعة أميال فقط، أضعف مقاتل بينهم بمستوى روح، بينما هناك إثنين في أوج مستوى الملك.."

تفاجئ لاو ليقول:

"تقول أنهم يخيمون عن بعد بضعة أميال؟ إذا كان هذا هو الأمر فلا بد أن هناك مناقشات تجري بينهم لا غير..."

من الجانب كان شيرو ورين جالسين بمقاعدهم قبل أن يتمم شيرو بأذن رين قائلا:

"ألن تتدخل..؟"

وقبل أن يجيب رين فإنه سمع ما يقوله الجندي أولا:

"هم لم يفعل شيئا في البداية ولكن قائد قلعة آيبريس القائد جونغ أرسل بضع جنود ليستفسرو عن الأمر، ولكن..."

توقف ذلك الجندي قليلا، بينما جو القاعة يزداد توترا وخصوصا بعد ما قاله تاليا:

"ولكن كل من أرسلناهم تم قطع رؤوسهم ورميهم أمام مدخل مدينة آيبريس، وهذا ما جعل القائد جونغ يغضب، ولكنه لم يستطع التحرك دون أوامر و دعم حضرتكم..."

بعض القادة أصرو على أسنانهم بغضب ولكنهم لم يقولو شيئا..

بعض الصمت حل على المكان قبل أن يقول لاو:

"لدينا مشاكل كثيرة لنهتم بها و لكن لا يجب أن نفقد مدينة آيبريس بأي ثمن، أرسلو بعض التعزيزات دون فعل شيء، ولا تبعدو أنظاركم عنهم..."

في تلك اللحظة إبتسم رين بينما يقف قائلا لشيرو:

"الان يمكنني التدخل..."

سمع شيرو هاته الجملة ولكن رين أكمل بقية الجملة بتمتمة لم يسمعها أحد.

'يمكنني التدخل ما دام هناك بعض الأوغاد يحاولون لمس ما هو ملكي...'

بخطى ثابتة وتحت أنظار الجميع أوقف رين كلمات لاو والبقية قائلا:

"سأكون التعزيزات..."

تفاجئ معظم من هناك مما يقوله رين وحتى ان بعضهم بدأ الضحك وأيديهم تغطي أفواههم كونهم يعتبرون أن ما يقوله رين بمثابة مزحة، فكيف لفتى في السادسة عشر من العمر أن يفعل شيئا أمام جيش بثلاثين ألف مقاتل اضعفهم مستوى روح وأقواهم في اوج مستوى ملك..

لاحظ رين إستهزاءهم بما يقوله ولكنه لم يعرهم اي إنتباه، غير أن هناك بعض أم الرأس القادم من فاه العجوز الذي بجانب لاو والبقية، العجوز شين كروسفورد حيث قال:

"ما الذي تفعله أيها الفتى رغم مكانتك الحالية بعد أن صرت مرشحا، ولكنك لست مؤهلا لتطرح رأيك في هك...."

وقبل أن يكمل كلامه فإن نية قتل هوانغ إنبثقت لوهلة قبل أن يوجه بصره ناحية شين قائلا:

"كفى...."

لم يفهم شين لماذا يبتلع لسانه في حضرة هوانغ دوما، ولكنه لم يستطع قول شيئا غير الغضب و إبتلاع غضبه أكثر وأكثر..

لم يمنح هوانغ اي وقت لأي أحد باتكلم بينما يوجه كلامه لرين:

"لك ذلك أنت التعزيزات..."

إبتسم رين أمام نظرة هوانغ المهيبة وكلماته الجادة قبل أن يستدير لبوابة القاعة المفتوحة:

"فلنذهب شيرو، ثلاثين ألف جندي أقولهم في أوج مستوى ملك.."
"يا لها من مهزلة...."

ركض شيرو خلف رين الذي كان يبتسم وقبل أن تغلق البوابة فإن رين خلف بضع كلمات حول رهانه مجددا:

"يبدو أن رهاننا أصبح واضحا، الوداع..."

لم يفهم أحد ما يقصده رين لتغلق البوابة على ظهره..

كان لاو تشي ينظر ناحية ظهر رين الذي أغلقت عليه البوابة بينما يقول:

"بشكل أو بآخر، ظهره يبدو مثل ظهر وو هان..."

وقبل أن يكمل كلامه قاطعه هوانغ قائلا:

"هو لا يشبه أحدا.."

تعجب الجميع قليلا من هوانغ اليوم فهو ثرثار بعض الشيئ على غير العادة..

بعد بعض الصمت تكلم لاو مجددا:

"أرسلو بعض الرجال لحماية ذلك الفتى، وبعض الدعم لمدينة آيبريس... "

كانت تلك الأوامر هيا ما ينتظرها معظم القادة، فلا يعقل أن فتى في السادسة عشر من العمر سيستطيع قتل بضعة جنود من الجيش فما بالك بجيش كامل بأكثر  من ثلاثين ألف مقاتل مسلح..

في تلك اللحظة ألقى هوانغ بضع كلمات قبل أن يذهب صوب الباب ليخرج من القاعة نهائيا:

" لا ترسلو أي أحد خلفه ولا ترسلو أي تعزيزات خلفه، عارضو أوامري لو أردتم..."

خرج هوانغ تحت صدمة الجميع من كلماته واوامره، رغم أن أوامر لاو مسموعة ومستجابة كليا و يمكنه كسر أوامر هوانغ بأي شكل من الأشكال، ولكن لم يسبق أن قام لاو بفعل مثل هذا الشيء، وحتى هوانغ لم يسبق أن تدخل في مثل هكذا أمور، ولكن كلماته الأخيرة "عارضو أوامري لو أردتم.." كانت تحذيرا واضحا لكل من هناك، بالكاد أستطاع القادة إبتلاع ريقهم، بينما البعض ممن يعرفون قوة هوانغ فهم بالكاد إستطاعو إخفاء صوت أقدامهم وهيا ترتجف...

كان هوانغ يسير على طول الرواق بينما قلبه ينقبض بقوة..

كل نبضة من نبضات قلبه تزداد شيئا فشيئا، في تلك اللحظة شعر هوانغ ببعض الدوار جعله يرتكز على الحائط..

"تبا، هذا الألم الفضيع..."

صوت مألوف صدر من نهاية الرواق:

"ما الأمر عمي...؟"

إعتدل هوانغ في وقفته ليقابل فتاة ذات شعر أحمر جميل ينسدل على اكتافها، وعينين قرمزيتان مع وجه أبيض وذات جمال لا يضاهى، يمكن القول لو فتحت باب بيتها للخاطبين لإمتد طابور الأشخاص الذين يريدون الظفر بها حتى نهاية البصر، فتاة جميلة في حوالي السادسة عشر من العمر إبتسم  هوانغ في وجهها قائلا:

"كاثرين..."

كاثرين أكاغي إبنة يوهاو وأحدى المرشحين بمنصب زعامة مملكة التنين و تمتلك سلالة تنين نقية بداخلها...

رغم أن هوانغ كان جادا معظم الوقت في تأدية أعماله و في نقاشاته مع كل الناس، ولكن بالنسبة للعائلة فهذا شيئ آخر..

بالكاد يمكن القول أن هوانغ في الاجتماعات و مع القادة وغيرهم ليس هو نفسه مع العائلة وخصوصا صغار العائلة الذين يدعمهم..

إبتسم هوانغ قبل أن يقول:

"ما الذي تفعلينه هتا كاثرين؟"

إبتسمت كاثرين هيا الأخرى لتقول:

"لقد كنت أنتظر والدي، ولكن بالصدفة رأيت ولدين يخرجان من القصر وهذا دفعني للدخول..."

صمتت كاثرين قبل أن تقول مجددا ولكن بحيرة:

"عمي، أتسائل من هو الفتى ذو الشعر الأحمر؟ ولما يرتدي ملابس عائلتنا؟ لقد شعرت بشيء غريب.."

كان هوانغ مستمرا في سماع كلمات كاثرين التي تحاول وصف رين:

"شيئ مثل قوة طاغية يمكنها تحطيم كل شيئ، وظلام يمكنه تغطية كل شيء في لحظة، انا حقا لا استطيع وصف الأمر، ولكن بمجرد مروري بجانبه فإن سلالتي تفاعلت معه، وظهرت علامة التنين على كفة يدي..."

إبتسم هوانغ قبل أن يقول:

"هو أحد المرشحين مثلك.."

تراجعت كاثرين خطوة للوراء قبل أن تقول بصدمة:

"مممماذا ماذا؟ ولكني لا أعرفه، هو حتى ليس من العائلة..."

إبتسم هوانغ مجيبا على سؤال كاثرين بصراحة:

"هو إبن عمك، الأخ الأصغر ليوكي..."

إنفتحت أعين كاثرين بصدمة من كلام عمها، ولكن سرعان ما إنحنت لتودع عمها قائلة:

"إعذرني عمي..."

وووش

قامت كاثرين بالركض للخارج سريعا بينما هوانغ تكلم ببسمة هزيلة:

" ألم تقولي أنك تنتظرين والدك يا فتاة؟"

ضحك هوانغ على تصرفات كاثرين التي إختفت عن أنظاره بينما يكمل سيره للخارج....

المؤلف:

Red-Akagame
رائد-الأمين