الفصل 248: معركة الدقيقتين (الجزء الأول) - Red Akagame -->

الفصل 248: معركة الدقيقتين (الجزء الأول)




 

الفصل 248:

-معركة الدقيقتين (الجزء الأول)-
(قراءة ممتعة)









فوق السحب وفي مكان عال جدا كان إيغمراسن واقف في السماء كالملاك الذي يراقب كل شيء في الأرض قبل أن يشعر بهالة غريبة مرت وإنسلت بين الغابات لتخدل حدود مملكة التنين، شيء كالوميض دخل مدينة آيبريس، لقد شعر به إيغمراسن لجزء من الثانية ولكن هذا لم يدم طويلا وهذا ما أجبره على البحث والنظر كثيرا ومطولا في الأمر، ولكن كل هذا دون جدوى فلا شيء يدعو للريبة عدى بعض التحركات الخاصة بجيشي مملكة القوس الذهبي ومملكة الظلام..

لاحظ إيغمراسن بعض التحركات المريبة قبل أن يرسل صوته ناحية رين في الجهة المقابلة، والذي كان ينظر للملك والسياف الأعمى كازو بأعين لا مبالية وخالية من المشاعر:

'نصف جيش التحالف يتحرك ناحية مدينة آيبريس حاليا وسيصلون في غضون ساعة من الآن، هل أبيدهم..؟'

ضاقت عينا رين مما يحدث، فهو لم يتوقع تحركهم بهاته السرعة، لقد كان يريد فعل بعض الأمور قبل تحركهم، بل كان يمكن أن يمنع الأمر قبل بدايته مع فوائد أكبر وهذا جعل حواجبه تتجعد بينما يرسل صوته لإيغمراسن:

'لا تتحرك من مكانك...'

كانت كلمات رين جادة لدرجة أن إيغمراسن لم يجد ما يقوله عدى التنهد قائلا:

'حاضر...'

ومن الجانب فإن كازو كان يزيد غضب رين بتشتيته وتعطيل وقته بينما يقول:

"لو إستطعت مجاراتي لدقيقتين، فسأعترف بك كملك مملكة التنين وسأجعل مملكتي تتحالف مع مملكتك..."

إستدار رين ليقابل وجه كازو بغضب بينما الجدية والمهابة تخرج رفقة كل حرف من كلمات رين:

"لقد سبق ومنحتك أكثر من دقيقتين، يمكنك مغادرة مملكة التنين إن لم ترد الموت..."

كان كازو متفاجئا بينما يرد على رين:

"أوووه الملك الصغير يبدو منفعلا جدا، يبدو وكأن حربا ما ستسود المكان قريبا..."

لم يلقي رين بالا لكلمات كازو بينما يستدير صوب مدينة آيبريس بينما يخلف بضع كلمات لكاثرين:

"أحضري معك شيرو، يبدو أن نصف جيش التحالف يتحرك صوب مدينة آيبريس الآن..."

تفاجأت كاثرين من كلمات رين، فالمسافة بينهم وبين مدينة آيبريس ليست بالبعيدة ، ولكن مسألة إستشعاره للجيش من هاته السافة هيا لمعجزة، كثير من التساؤلات بدأت تتراود داخل عقلها وهذا جعل رين يغضب من تفكيرها ليرد قائلا:

توقفي عن التفكير كثيرا فالمدينة في خطر..."

خرجت كاثرين من صدمتها، ولكن لاتزال غاضبة بعض الشيء من أوامر رين..

وووش وووش

(صوت الرياح)

في تلك اللحظة وقبل أن ينطلق رين مغادرا المكان فإن شعورا غريبا ومهولا بالخطر بدأت يعتلي جسده، كان ذلك الشعور مألوفا جدا لرين فهو قد عاش معه طيلة العامين، فكيف ينساه هو عاش الجحيم الذي لا نهاية له..

بلمح البصر ظهر كازو بجانبه الأيمن ليصوب السيف على رقبة رين بسرعة  أقل ما يقال عنها مثل سرعة الرياح..

بالكاد إستطاع رين الإنحناء للخلف بينما يتفادى نصل كازو الذي قطه بضع شعرات من شعره القرمزي..

وووش وووش وووش

ولكن هذا لم يتوقف هنا فقط، حاول رين ركل ذراع كازو قبل أن يسقط السيف مباشرة على معدته، أمسك رين بذراع كازو بقدميه ويديه ليتفادى ضربته القاطعة، والتي كانت ستقسمه شطرين..

ولكن خدع كازو لم تتوقف هنا فقط، بل لم يمنح حتى الوقت الكافي لرين ليفكر أو يفعل ما يفكر به قبل أن يرمي السيف في الهواء ويمسكه بيده الثاني..

وووش

تراجع رين للخلف بلمح البصر قبل أن ينجح كازو في إصابته..

فور تراجع رين فإنه نظر ناحية ملابسه التي تقطعت قليلا بسبب ضربة أو ضربتين كادت تلامسانه..
إبتسم كازو بينما يقول والهالة النبيلة لا تفارقه ولا تفارق حرفا من حروف كلماته المهيبة:

"أنت أول شخص يستطيع تفادي سيفي بهاته البراعة بدون خدش واحد على جسده بعده، أنت حقا تشبهه..."

لقد كان كازو فضوليا جدا لمعرفة قوة رين الحقيقية، ومدى سعة تحمله، لطالما كان هو الشخص الذي يخفي قواه حتى اللحظات الأخيرة، لا لا ليس هذا فقط، بل لم يجد من يستحق أن يريه قوته الحقيقية عدى ذلك الشخص قبل أكثر من عامين...

في تلك اللحظة بدأت تظهر بعض الذكريات بداخل عقل كازو قبل أكثر من عامين..

(فلاش باك صغير لكازو...)

فوق قمة جبل صغير كان هناك ولدين في العشرين من العمر الأول هو كازو المثخن بالجراح، ولكن رغم هذا لم تبدو عليه ملامح الإستسلام أو الخوف، بل كان يبتسم قائلا:

"قاتلني بنية القتل، أقتلني ولا تشفق عليا..."

من الجانب كان هناك ولد آخر ذو شعر ذهبي محمر على الأطراف يتطاير خلفه بسبب الرياح العاتية أعلى الجبل، فتى ذو قامة معتدلة بينما لا تقل حالته كثيرا عن كازو، بينما يبتسم قائلا:

"لنعتبره تعادلا هاته المرة لأن عليا الذهاب الآن..."

تفاجئ كازو من كلمات ذلك الفتى بينما يرد عليه:

"لقد طلبت دقيقتين، ولكنك قاتلتني لأربعة ساعات، ولكن..."

إبتسم ذلك الفتى بينما يرد على كازو:

"ماذا...؟"

في تلك اللحظة سقط كازو على مؤخرته من شدة التعب بينما يقول بإبتسامة كبيرة:

"هل سنتقاتل مجددا..."

إستدار ذلك الفتى قبل أن يطير مبتعدا عن المكان بينما يخلف بضع كلمات جعلت جسد كازو يرتعش:

"أنا أعتذر يا صديقي، ربما ستكون المرة الأخيرة التي نقاتل فيها بعضنا لأن أجلي بات قريبا..."

وووش

إختفى صوت ذلك الفتى وهالته عن المكان وهذا جعل قلب كازو ينقبض فجأة بينما يقول:

"سأنتظرك دوما يا صديقي..."

(نهاية فلاش باك كازو)


في تلك اللحظة أرسل إيغمراسن صوته قائلا:

'يبدو أن هناك بعض الحشرات السوداء وسط الجيشين...'

تصلبت تعابير رين بينما يرسل صوته لإيغمرسن:

'ما الذي تقصده...'

رد إيغمراسن على رين الذي تلونت ملامحه بشتى الألوان، قبل أن تتوقف عند اللون الأسود ليقول بصوت مسموع:

"منظمة النجمة السوداء...."

سمع كل من هناك كلمات رين، قبل أن يقنض كازو على رين بسرعة مهولة..

وووش وووش وووش

حاول كازو تصويب سيفه عشرات ومئات المرات على جسد رين لكن دون فائدة..

بوووووووم

إنفجرت نية قتل عظيمة جعلت جسد كازو يتراجع عشرات الخطوات للخلف لا إراديا..
كانت نية قتل رين المنبثقة شنيعة لدرجة تدعو للتقيئ، شنيعة لدرجة تجعل قلبك يتحطم ومزاجك ينقلب آلاف المرات، نية قتل تجعل شعرك يصبح أبيضا في لحظة من شدة الخوف..

شعر كازو وكأنه فقد بضع سنوات من عمره جراء شعوره بنية القتل تلك بينما يتسائل إذا كان مصدر نية القتل تلك هو وحش عتيق أم رين القابع أمامه...

نية قتل رين المنبثقة تراجعت فورا بينما بسمته تزداد قائلا بصوت غير مسموع (تمتمة بينه وبين نفسه، يعني يتكلم بفمه بينما البقية لا يفهمون ما يقوله):

"لقد تحركتم أخيرا، مرحبا مرحبا يا اصدقائي الأعزاء، تعالو جميعكم هاهاهاها..."

ضحكة رين التي كانت بصوت قليل جدا إنفجرت لتغطي أذان كل من هناك قبل أن ينظر صوب كازو:

"إذا أردت أن تستنفذ أي ثانية أخرى من وقتي فيجب أن تستعد لفقدان طرف من جسدك أو ربما رأسك..."

ووووش

في تلك اللحظة يقوم رين بإخراج شيء يشبه ربع سيف من خاتم تخزينه الفضائي، تحت صدمة الجنود الذين كانو يتهامسون بسخرية حول ما أخرجه رين لقتال السياف الأعمى كازو تشينغوان، ولكن عكس الجنود فإن كاثرين وضعت يدها على فمها بينما تقول:

"السيف الأسود محطم السماوات..."

لم تكن ملامح كازو أدنى صدمة من ملامح كاثرين بينما يشعر ببعض التوتر حول قطعة السيف المكسور التي يحملها رين، هو لا يعلم لما الجو تغير فور خروج قطعة السيف تلك...

(صوت تحطم)

خطوة واحدة كانت كفيلة لتجعل قدم رين تدخل قليلا بالأرض بينما الجو يتغير، أمسك رين قطعة السيف الأسود محطم السماوات بينما يحركه يمينا ويسارا، للأعلى والأسفل بينما يتقدم بخطى ثابتة ناحية كازو الذي بالكاد يبتلع ريقه ببسمة بينما قطرة عرف باردة تنسدل من جبينه لخده قبل أن تسقط أرضا، تحت كلمات كازو النابعة بعقله.

'تبا الأمر يبدو مشابها لذلك اليوم حقا، الأمر يبدو ممتعا...'

وووش وووش ووووش  ووووش ووووش

بلمح البصر وبسرعة لا مثيل لها ظهر رين بجانب كازو قبل يصوب قطعة السيف على رأسه..

بوووم بوووم 

باااا 

قام كازو برفع سيفه ليصد ضربة رين بصعوبة بالغة..

بوووووم

تصدى كازو لضربة رين، ولكن الأرض من تحته قد تشققت وبدأت بالتحطم جراء ضغط هاته الضربة..

حاول كازو رد ضربة رين ولكنه يتفاداه قبل أن يظهر بجانبه ليصوب بضعة ضربات أخرى..

بوووم باااااا بووووم بااااا

عديد الضربات التي كان رين يصوبها على جسد كازو الذي كان يتفادى معظمها ويصد بقيتها بصعوبة بالغة..

ضربة من اليمين وضربة من اليسار، نصل مثل الشعاع ينساب من الأعلى للأسفل، لم يبدو الأمر وكأنه ربع سيف بل كان مثل ملايين السيوف التي تصوب على كافة المناطق بزاوية بثلاث مائة وستون درجة على جسد كازو..

بعد كل ضربة يتعرض لها كازو ويتفاداها أو يصدها فهو كان يشعر بشيء غريب، ولكن لم يلبث كثيرا ليعرف مصدر الغرابة الا وهو بسمة رين...

بدأت بعض الأفكار تتراود داخل عقل كازو.

'هل يسخر مني...؟'

'هل أنا ضعيف لدرجة تجعله يبتسم في قتال موت أو حياة...'

بعد أن إعتاد كازو على وتيرة رين وحاول صد ضربته القادمة من الأعلى فإن رين لم يصوب سيفه عليه وهذا جعله يظن أن رين أنهك..

لقد كانت الفرصة لكازو حتى يقلب الموازين..

بوووم بااا بووووم

ضربات كازو بدأت تزداد أكثر وأكثر بعد تراجع رين الأخير، وهذا جعله يظن أن رين مجرد فتى غر متفاخر، وأنه قد تعب...

ضربة إثنين، عشرات، مئات الضربات التي كان يصوبها كازو على رين بينما يتجاوزها قبل أن يشعر أن رين لازال يبتسم..
القتال كان محتدما لدرجة لا يمكن وصفها، لدرجة تجعل قلب أي شخص يغلي بمجرد رؤيته..

رغم أن كازو ظن أن مصدر غرابة القتال هو بسمة رين وغروره، ولكن ليس هذا فحسب بل الأمر أكبر من هذا لقد كان رين يقاتله طيلة هذا الوقت منغمض العينين...

شعر كازو وكأنه سقط من إرتفاع شاهق جدا من شدة الصدمة، فهذا الفتى الذي بالكاد أصبح في السادسة عشر من عمره قبل بضعة أشهر..

رغم تفكير كازو إلا أنه كان مركزا على وتيرته السريعة والتي لا تسمح لعدوه بلحظة تنفس واحدة..

(صوت تحرك أذني كازو...)

تحركت أذني كازو مثل الوحوش والحيوانات بعد سماعه لذلك الصوت، صوت تنفس رين الهادئ..
لقد كان يبدو وكأن رين يتراقص مع ضربات كازو..

"أسلوب رقصة السيف الهادئ الأسطورية..."

فور قول كازو لتلك الكلمات فإنه فتح ثغرة لا إراديا وسط ظهولا، وهذا جعل رين يستغلها ليمرر قطعة السيف على صدر كازو..

ووووش 

بااااااااا

لو لم يقم كازو بالتراجع للخلف بسرعة لكان تم قطعه..

فور تراجع كازو فهو وضع يده على صدره الذي تمت إصابته قبل أن يشعر ببعض الدماء تسيل على ملابسه ويده...

القتال لم يتجازو الدقيقة ولكن كل هذا جعل كازو يلهث من شدة التعب، ليقول رين ببعض الجدية:

"أظن هذا يكفي، أنا لا أريد قتلك..."

متى كانت آخر مرة شعر بها كازو بهذا الشعور الرائع؟ متى بالضبط شعر بالفرحة من قتال مثل هذا؟ لقد كان قلبه يتخبط بسرعة لا مثيل لها كدليل على سعادته الكبيرة، قلبه وعقله يريدان الإستمرار ولكن جسده يريد الرحيل كونه لازال يشعر أن رين يخفي المزيد..

إعتدل كازو في وقفته بينما يضع يدا واحدة حول عينيه قائلا ببسمة كبيرة، رفقة تغير عظيم بالجو الذي يحيط بالمكان:

"لطالما بحثت عن أشخاص مثلك.... لهذا قتالنا لن ينتهي هكذا فقط، رين أكاغي...."





__________________

أوهايو مينا

أتمنى أن الفصل نال إعجابكم؟

وقبل أن أتطرق لأي شيء فأرجو من أي شخص لم يتابع حسابي على الأنستا أن يسرع بإتباعه وإلا ستفوته فواريز رمضان الذي سأبدأها إبتداءا من اليوم وتزامنا مع كل فصل ينشر..
فزورة او أحجية بعد كل فصل حول رواية ورثة السماوات..

سارعو بالإنضمام لبقية العائلة على حسابي على الأنستا عبر البحث عن الإسم التالي أو الضغط عليه:

silverjeen


وأيضا بما أننا وإبتداءا من اليوم سنبدأ رحلة الفصل كل يوم إلى أجل غير مسمى، جميعنا نتمنى أن يبقى الأمر على حاله، ولكن بدون أي تفاعل فلا أشك بأني سأكمل، لأنكم حقا بتفاعلكم حول الرواية وأحداثها وكل شيء مهما كان تعليقكم فأنتم تحفزونني كثيرا على الكتابة، فلا تبخلو عليا يا رفاق...

وكما أخبرتكم بتفاعلكم سأنشر فصلا كل يوم، ويمكن حتى أن يصبح الأمر فصلين، فهل تريدون ذلك أم لا القرار راجع لكم، لا تنسو متابعتي على الأنستا فضلا وليس أمرا....

ايه ونسيت شيئا، ما رأيكم بالفصل من جميع الجوانب ؟ قوة رين، شخصية كازو وبعض من ماضيه، تقنيات رين، ما سيفعله كازو تاليا؟

وإلى اللقاء في فصل آخر...


المؤلف:

Red-Akagame
رائد الأمين


الفصل 248: معركة الدقيقتين (الجزء الأول)




 

الفصل 248:

-معركة الدقيقتين (الجزء الأول)-
(قراءة ممتعة)









فوق السحب وفي مكان عال جدا كان إيغمراسن واقف في السماء كالملاك الذي يراقب كل شيء في الأرض قبل أن يشعر بهالة غريبة مرت وإنسلت بين الغابات لتخدل حدود مملكة التنين، شيء كالوميض دخل مدينة آيبريس، لقد شعر به إيغمراسن لجزء من الثانية ولكن هذا لم يدم طويلا وهذا ما أجبره على البحث والنظر كثيرا ومطولا في الأمر، ولكن كل هذا دون جدوى فلا شيء يدعو للريبة عدى بعض التحركات الخاصة بجيشي مملكة القوس الذهبي ومملكة الظلام..

لاحظ إيغمراسن بعض التحركات المريبة قبل أن يرسل صوته ناحية رين في الجهة المقابلة، والذي كان ينظر للملك والسياف الأعمى كازو بأعين لا مبالية وخالية من المشاعر:

'نصف جيش التحالف يتحرك ناحية مدينة آيبريس حاليا وسيصلون في غضون ساعة من الآن، هل أبيدهم..؟'

ضاقت عينا رين مما يحدث، فهو لم يتوقع تحركهم بهاته السرعة، لقد كان يريد فعل بعض الأمور قبل تحركهم، بل كان يمكن أن يمنع الأمر قبل بدايته مع فوائد أكبر وهذا جعل حواجبه تتجعد بينما يرسل صوته لإيغمراسن:

'لا تتحرك من مكانك...'

كانت كلمات رين جادة لدرجة أن إيغمراسن لم يجد ما يقوله عدى التنهد قائلا:

'حاضر...'

ومن الجانب فإن كازو كان يزيد غضب رين بتشتيته وتعطيل وقته بينما يقول:

"لو إستطعت مجاراتي لدقيقتين، فسأعترف بك كملك مملكة التنين وسأجعل مملكتي تتحالف مع مملكتك..."

إستدار رين ليقابل وجه كازو بغضب بينما الجدية والمهابة تخرج رفقة كل حرف من كلمات رين:

"لقد سبق ومنحتك أكثر من دقيقتين، يمكنك مغادرة مملكة التنين إن لم ترد الموت..."

كان كازو متفاجئا بينما يرد على رين:

"أوووه الملك الصغير يبدو منفعلا جدا، يبدو وكأن حربا ما ستسود المكان قريبا..."

لم يلقي رين بالا لكلمات كازو بينما يستدير صوب مدينة آيبريس بينما يخلف بضع كلمات لكاثرين:

"أحضري معك شيرو، يبدو أن نصف جيش التحالف يتحرك صوب مدينة آيبريس الآن..."

تفاجأت كاثرين من كلمات رين، فالمسافة بينهم وبين مدينة آيبريس ليست بالبعيدة ، ولكن مسألة إستشعاره للجيش من هاته السافة هيا لمعجزة، كثير من التساؤلات بدأت تتراود داخل عقلها وهذا جعل رين يغضب من تفكيرها ليرد قائلا:

توقفي عن التفكير كثيرا فالمدينة في خطر..."

خرجت كاثرين من صدمتها، ولكن لاتزال غاضبة بعض الشيء من أوامر رين..

وووش وووش

(صوت الرياح)

في تلك اللحظة وقبل أن ينطلق رين مغادرا المكان فإن شعورا غريبا ومهولا بالخطر بدأت يعتلي جسده، كان ذلك الشعور مألوفا جدا لرين فهو قد عاش معه طيلة العامين، فكيف ينساه هو عاش الجحيم الذي لا نهاية له..

بلمح البصر ظهر كازو بجانبه الأيمن ليصوب السيف على رقبة رين بسرعة  أقل ما يقال عنها مثل سرعة الرياح..

بالكاد إستطاع رين الإنحناء للخلف بينما يتفادى نصل كازو الذي قطه بضع شعرات من شعره القرمزي..

وووش وووش وووش

ولكن هذا لم يتوقف هنا فقط، حاول رين ركل ذراع كازو قبل أن يسقط السيف مباشرة على معدته، أمسك رين بذراع كازو بقدميه ويديه ليتفادى ضربته القاطعة، والتي كانت ستقسمه شطرين..

ولكن خدع كازو لم تتوقف هنا فقط، بل لم يمنح حتى الوقت الكافي لرين ليفكر أو يفعل ما يفكر به قبل أن يرمي السيف في الهواء ويمسكه بيده الثاني..

وووش

تراجع رين للخلف بلمح البصر قبل أن ينجح كازو في إصابته..

فور تراجع رين فإنه نظر ناحية ملابسه التي تقطعت قليلا بسبب ضربة أو ضربتين كادت تلامسانه..
إبتسم كازو بينما يقول والهالة النبيلة لا تفارقه ولا تفارق حرفا من حروف كلماته المهيبة:

"أنت أول شخص يستطيع تفادي سيفي بهاته البراعة بدون خدش واحد على جسده بعده، أنت حقا تشبهه..."

لقد كان كازو فضوليا جدا لمعرفة قوة رين الحقيقية، ومدى سعة تحمله، لطالما كان هو الشخص الذي يخفي قواه حتى اللحظات الأخيرة، لا لا ليس هذا فقط، بل لم يجد من يستحق أن يريه قوته الحقيقية عدى ذلك الشخص قبل أكثر من عامين...

في تلك اللحظة بدأت تظهر بعض الذكريات بداخل عقل كازو قبل أكثر من عامين..

(فلاش باك صغير لكازو...)

فوق قمة جبل صغير كان هناك ولدين في العشرين من العمر الأول هو كازو المثخن بالجراح، ولكن رغم هذا لم تبدو عليه ملامح الإستسلام أو الخوف، بل كان يبتسم قائلا:

"قاتلني بنية القتل، أقتلني ولا تشفق عليا..."

من الجانب كان هناك ولد آخر ذو شعر ذهبي محمر على الأطراف يتطاير خلفه بسبب الرياح العاتية أعلى الجبل، فتى ذو قامة معتدلة بينما لا تقل حالته كثيرا عن كازو، بينما يبتسم قائلا:

"لنعتبره تعادلا هاته المرة لأن عليا الذهاب الآن..."

تفاجئ كازو من كلمات ذلك الفتى بينما يرد عليه:

"لقد طلبت دقيقتين، ولكنك قاتلتني لأربعة ساعات، ولكن..."

إبتسم ذلك الفتى بينما يرد على كازو:

"ماذا...؟"

في تلك اللحظة سقط كازو على مؤخرته من شدة التعب بينما يقول بإبتسامة كبيرة:

"هل سنتقاتل مجددا..."

إستدار ذلك الفتى قبل أن يطير مبتعدا عن المكان بينما يخلف بضع كلمات جعلت جسد كازو يرتعش:

"أنا أعتذر يا صديقي، ربما ستكون المرة الأخيرة التي نقاتل فيها بعضنا لأن أجلي بات قريبا..."

وووش

إختفى صوت ذلك الفتى وهالته عن المكان وهذا جعل قلب كازو ينقبض فجأة بينما يقول:

"سأنتظرك دوما يا صديقي..."

(نهاية فلاش باك كازو)


في تلك اللحظة أرسل إيغمراسن صوته قائلا:

'يبدو أن هناك بعض الحشرات السوداء وسط الجيشين...'

تصلبت تعابير رين بينما يرسل صوته لإيغمرسن:

'ما الذي تقصده...'

رد إيغمراسن على رين الذي تلونت ملامحه بشتى الألوان، قبل أن تتوقف عند اللون الأسود ليقول بصوت مسموع:

"منظمة النجمة السوداء...."

سمع كل من هناك كلمات رين، قبل أن يقنض كازو على رين بسرعة مهولة..

وووش وووش وووش

حاول كازو تصويب سيفه عشرات ومئات المرات على جسد رين لكن دون فائدة..

بوووووووم

إنفجرت نية قتل عظيمة جعلت جسد كازو يتراجع عشرات الخطوات للخلف لا إراديا..
كانت نية قتل رين المنبثقة شنيعة لدرجة تدعو للتقيئ، شنيعة لدرجة تجعل قلبك يتحطم ومزاجك ينقلب آلاف المرات، نية قتل تجعل شعرك يصبح أبيضا في لحظة من شدة الخوف..

شعر كازو وكأنه فقد بضع سنوات من عمره جراء شعوره بنية القتل تلك بينما يتسائل إذا كان مصدر نية القتل تلك هو وحش عتيق أم رين القابع أمامه...

نية قتل رين المنبثقة تراجعت فورا بينما بسمته تزداد قائلا بصوت غير مسموع (تمتمة بينه وبين نفسه، يعني يتكلم بفمه بينما البقية لا يفهمون ما يقوله):

"لقد تحركتم أخيرا، مرحبا مرحبا يا اصدقائي الأعزاء، تعالو جميعكم هاهاهاها..."

ضحكة رين التي كانت بصوت قليل جدا إنفجرت لتغطي أذان كل من هناك قبل أن ينظر صوب كازو:

"إذا أردت أن تستنفذ أي ثانية أخرى من وقتي فيجب أن تستعد لفقدان طرف من جسدك أو ربما رأسك..."

ووووش

في تلك اللحظة يقوم رين بإخراج شيء يشبه ربع سيف من خاتم تخزينه الفضائي، تحت صدمة الجنود الذين كانو يتهامسون بسخرية حول ما أخرجه رين لقتال السياف الأعمى كازو تشينغوان، ولكن عكس الجنود فإن كاثرين وضعت يدها على فمها بينما تقول:

"السيف الأسود محطم السماوات..."

لم تكن ملامح كازو أدنى صدمة من ملامح كاثرين بينما يشعر ببعض التوتر حول قطعة السيف المكسور التي يحملها رين، هو لا يعلم لما الجو تغير فور خروج قطعة السيف تلك...

(صوت تحطم)

خطوة واحدة كانت كفيلة لتجعل قدم رين تدخل قليلا بالأرض بينما الجو يتغير، أمسك رين قطعة السيف الأسود محطم السماوات بينما يحركه يمينا ويسارا، للأعلى والأسفل بينما يتقدم بخطى ثابتة ناحية كازو الذي بالكاد يبتلع ريقه ببسمة بينما قطرة عرف باردة تنسدل من جبينه لخده قبل أن تسقط أرضا، تحت كلمات كازو النابعة بعقله.

'تبا الأمر يبدو مشابها لذلك اليوم حقا، الأمر يبدو ممتعا...'

وووش وووش ووووش  ووووش ووووش

بلمح البصر وبسرعة لا مثيل لها ظهر رين بجانب كازو قبل يصوب قطعة السيف على رأسه..

بوووم بوووم 

باااا 

قام كازو برفع سيفه ليصد ضربة رين بصعوبة بالغة..

بوووووم

تصدى كازو لضربة رين، ولكن الأرض من تحته قد تشققت وبدأت بالتحطم جراء ضغط هاته الضربة..

حاول كازو رد ضربة رين ولكنه يتفاداه قبل أن يظهر بجانبه ليصوب بضعة ضربات أخرى..

بوووم باااااا بووووم بااااا

عديد الضربات التي كان رين يصوبها على جسد كازو الذي كان يتفادى معظمها ويصد بقيتها بصعوبة بالغة..

ضربة من اليمين وضربة من اليسار، نصل مثل الشعاع ينساب من الأعلى للأسفل، لم يبدو الأمر وكأنه ربع سيف بل كان مثل ملايين السيوف التي تصوب على كافة المناطق بزاوية بثلاث مائة وستون درجة على جسد كازو..

بعد كل ضربة يتعرض لها كازو ويتفاداها أو يصدها فهو كان يشعر بشيء غريب، ولكن لم يلبث كثيرا ليعرف مصدر الغرابة الا وهو بسمة رين...

بدأت بعض الأفكار تتراود داخل عقل كازو.

'هل يسخر مني...؟'

'هل أنا ضعيف لدرجة تجعله يبتسم في قتال موت أو حياة...'

بعد أن إعتاد كازو على وتيرة رين وحاول صد ضربته القادمة من الأعلى فإن رين لم يصوب سيفه عليه وهذا جعله يظن أن رين أنهك..

لقد كانت الفرصة لكازو حتى يقلب الموازين..

بوووم بااا بووووم

ضربات كازو بدأت تزداد أكثر وأكثر بعد تراجع رين الأخير، وهذا جعله يظن أن رين مجرد فتى غر متفاخر، وأنه قد تعب...

ضربة إثنين، عشرات، مئات الضربات التي كان يصوبها كازو على رين بينما يتجاوزها قبل أن يشعر أن رين لازال يبتسم..
القتال كان محتدما لدرجة لا يمكن وصفها، لدرجة تجعل قلب أي شخص يغلي بمجرد رؤيته..

رغم أن كازو ظن أن مصدر غرابة القتال هو بسمة رين وغروره، ولكن ليس هذا فحسب بل الأمر أكبر من هذا لقد كان رين يقاتله طيلة هذا الوقت منغمض العينين...

شعر كازو وكأنه سقط من إرتفاع شاهق جدا من شدة الصدمة، فهذا الفتى الذي بالكاد أصبح في السادسة عشر من عمره قبل بضعة أشهر..

رغم تفكير كازو إلا أنه كان مركزا على وتيرته السريعة والتي لا تسمح لعدوه بلحظة تنفس واحدة..

(صوت تحرك أذني كازو...)

تحركت أذني كازو مثل الوحوش والحيوانات بعد سماعه لذلك الصوت، صوت تنفس رين الهادئ..
لقد كان يبدو وكأن رين يتراقص مع ضربات كازو..

"أسلوب رقصة السيف الهادئ الأسطورية..."

فور قول كازو لتلك الكلمات فإنه فتح ثغرة لا إراديا وسط ظهولا، وهذا جعل رين يستغلها ليمرر قطعة السيف على صدر كازو..

ووووش 

بااااااااا

لو لم يقم كازو بالتراجع للخلف بسرعة لكان تم قطعه..

فور تراجع كازو فهو وضع يده على صدره الذي تمت إصابته قبل أن يشعر ببعض الدماء تسيل على ملابسه ويده...

القتال لم يتجازو الدقيقة ولكن كل هذا جعل كازو يلهث من شدة التعب، ليقول رين ببعض الجدية:

"أظن هذا يكفي، أنا لا أريد قتلك..."

متى كانت آخر مرة شعر بها كازو بهذا الشعور الرائع؟ متى بالضبط شعر بالفرحة من قتال مثل هذا؟ لقد كان قلبه يتخبط بسرعة لا مثيل لها كدليل على سعادته الكبيرة، قلبه وعقله يريدان الإستمرار ولكن جسده يريد الرحيل كونه لازال يشعر أن رين يخفي المزيد..

إعتدل كازو في وقفته بينما يضع يدا واحدة حول عينيه قائلا ببسمة كبيرة، رفقة تغير عظيم بالجو الذي يحيط بالمكان:

"لطالما بحثت عن أشخاص مثلك.... لهذا قتالنا لن ينتهي هكذا فقط، رين أكاغي...."





__________________

أوهايو مينا

أتمنى أن الفصل نال إعجابكم؟

وقبل أن أتطرق لأي شيء فأرجو من أي شخص لم يتابع حسابي على الأنستا أن يسرع بإتباعه وإلا ستفوته فواريز رمضان الذي سأبدأها إبتداءا من اليوم وتزامنا مع كل فصل ينشر..
فزورة او أحجية بعد كل فصل حول رواية ورثة السماوات..

سارعو بالإنضمام لبقية العائلة على حسابي على الأنستا عبر البحث عن الإسم التالي أو الضغط عليه:

silverjeen


وأيضا بما أننا وإبتداءا من اليوم سنبدأ رحلة الفصل كل يوم إلى أجل غير مسمى، جميعنا نتمنى أن يبقى الأمر على حاله، ولكن بدون أي تفاعل فلا أشك بأني سأكمل، لأنكم حقا بتفاعلكم حول الرواية وأحداثها وكل شيء مهما كان تعليقكم فأنتم تحفزونني كثيرا على الكتابة، فلا تبخلو عليا يا رفاق...

وكما أخبرتكم بتفاعلكم سأنشر فصلا كل يوم، ويمكن حتى أن يصبح الأمر فصلين، فهل تريدون ذلك أم لا القرار راجع لكم، لا تنسو متابعتي على الأنستا فضلا وليس أمرا....

ايه ونسيت شيئا، ما رأيكم بالفصل من جميع الجوانب ؟ قوة رين، شخصية كازو وبعض من ماضيه، تقنيات رين، ما سيفعله كازو تاليا؟

وإلى اللقاء في فصل آخر...


المؤلف:

Red-Akagame
رائد الأمين


13 comments:

  1. الفصل يجننن قوة رين مذهله وشخصية كازو بعد حلوه بس من الشخص الي قابله بالماضي تحمست اعرف من هو احسه بيكون شخص نعرفه

    ReplyDelete
  2. اعتقد الشخص المذكور بالفلاش باك يوكي بما انه قال اجلي قريب يارب ما اطلع مخطيه🙂

    ReplyDelete
  3. الفصل رائح والاحداث مشوقة اتمنى ان تستمر في النشر بشهر رمضان الكريم

    ReplyDelete
  4. الفصل رائع شكرا على شعور بان خيال حقيقة المقصد عند القراءة ان كل شيء حقيقة وليس خيال ....الفصل اسطووي انتظار القادم فانا متحمسة كثيراً

    ReplyDelete
  5. الشخص من ماضي كازو هو يوكي اليس كذلك؟

    ReplyDelete
  6. هذا مذهل بل غير معقووول قوة رين خيالية الفضول يقتلني لاعرف الجحيم الذي دربه فيه لكن
    يووووكييي😭😭😭😭😭😭
    قد اشتقت له جدا جدا عرف انه سيموت و مع ذلك لم يتردد انه افضل شخص في ارواية كلها💔💔💔
    كازو لم اتوقع معرفته بيوكي و لم اتوقع ان يهزم بهذه السرعة الكبيرة لكن قوةرين الجديدة رااائعة اتذكر انه حاول استخدامها في قتاله مع شياو لكنه فشل حتى آرثر ذكر انه تدرب عليها لوقت طويل حتى اتقنها..
    هذا الفتى اعجوبة حقا
    شكرا لك جدا على البارت و سننتظر بارتا جديدا هذه الليلة فلا تتأخر علينا🔥🔥🔥😍😍😍❤❤❤

    ReplyDelete
  7. شكرا على الفصل والله روعة

    ReplyDelete
  8. شكرًا لك على الفصل كان حماس 🔥🔥🔥
    قوة رين و طريقة قتاله كلش حلوة حبيت استفزازة لكازو 😍😍😂
    و يوكي بالفلاش باك صدمني كان يعرف انه سيموت و ما كان عنده مشكلة كلش اشتاقيتله😭😭

    ReplyDelete
  9. تحمست اعرف من هو الشخص الذي قابله كازو في الماضي

    ReplyDelete
  10. هههه شخصيه رين البارده و الغير موباليه اتجنن🤩

    ReplyDelete
  11. الفصل رائع جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا

    ReplyDelete
  12. الفصل روووووووعه ريد♥️♥️♥️♥️

    ReplyDelete
  13. شكرا على الفصل الرائع

    ReplyDelete

--------