الفصل 214.5:
ليلة أقل ما يقال عنها حالكة، بدى وكأن السواد ابتلع كل شيئ، لم تبدو تلك السماء وذلك المكان كأرض عادية، بل الأمر اشبه بكون أسود تماما، قبل أن يومض ضوء خفيف في سماء ذلك البعد.
كان فتى في العشرينيات من العمر يجلس مغمض العينين وسط تلك الظلمة قبل أن يفتح عينيه ببطئ بعدما شعر بالضوء الذي ظهر من العدم.
وقف ذلك الفتى بهدوء بينما يوجه بصره ناحية السماء وعلى وجه الخصوص ناحية الضوء الذي بدى وكأنه يقترب منه.
فتى في العشرينيات من العمر ذو طول لا يتجاوز المترين في الطول، مع بنية جسدية بدت وكأنما تم نحتها من قبل أفضل نحاتي العالم، ولكن ما يثير الدهشة هو أن لون بؤبؤ عينه رماديا بعض الشيئ قبل أن تتقلص مقلة عينيه.
لم تمر سوي دقائق منذ بدأ التحول قبل أن ينتهي ولكن دون أن يشعر ذلك الفتى بشيئ، وكيف يشعر وهو الآن ينظر إلى أعظم شيئ شاهده طوال حياته الصغيرة، فرغم ما سمعه من حكايات واساطير إلى انها كانت أول مرة له ليشاهد مثل ذلك الكيان الذي أمامه.
وووش
بوووم
وقفة الذهول والصدمة تلك جعلت ذلك الفتى منطقة هبوط ذلك الكيان.
لقد كانت سقطت دوت المكان والحيز المظلم، شعر ذلك الفتى بألم كبير داخل صدره فقد سقط عليه جسم صلب حقا.
بالكاد استطاع فتح عينيه بينما يصعق من منظر تلك الفتاة العارية التي كانت فوق صدره، ولكن ما غطى نصف جسدها هو أجنحتها الأربعة الناصعة البياض، بدى الأمر وكأن كل ريشة من جناحه مصنوعة من أغلى المجوهرات الناصعة البياض، وكما انها ملسة ولكن في اللحظة التي استيقظت تلك الفتاة فإن ريش اجنحتها ناصع البياض ذاك قد أصبع حاد اكثر من الشفرة قبل أن تقفز للخلف بخوف واحتراس.
كان ذلك الفتى مشوشا داخله، فهو في حالة صدمة وذهول، لم يجد ما يفعله هل يخجل من نفسه؟ ام يحترس؟ ام انه يقدم نفسه؟... كانت تلك الفتاة تمتلك زوجين من الأجنحة التي تجاوز طولها المترين لكل جناح، إضافة لشعرها الأبيض الحريري المنسدل حتى أسفل ظهرها وعينيا السوداويتين اللتان ذادتاها جمالا.
كان ذلك الفتى ينظر لتلك الملاك التي أمامه بأعين مصدومة بينما يتفحصها من الأسفل للأعلى.
ماهي لحظات قبل أن تدرك الملاك انها كانت عارية تماما أمام رجل، ولكن ما صدمها بعد أن اخفضت رأسها ان يديها بدأت بالتحول لغبار ذهبي بينما جسمها يتلاشى تدريجيا.
قام ذلك الفتى بإمساك الملاك من يديها ولكنهما تلاشيا مباشرة فور لمسه لها.
بوووم
قامت الملاك بنشر جناحيها لتضربه ضربة قوية اردته طائرا لعشرات الأمتار في ذلك البعد المظلم والغامض.
ثواني قبل أن يتوقف ذلك الفتى عن الارتطام حائرا من سبب ضربة تلك الملاك، وهو الذي شعر بخطب ما بها وكان يخطط لمساعدتها، ولكن ما صدمه ان تلك الملاك تتلاشى كليا قبل أن تخلف بضع كلمات خلفها جعلت ذلك الفتى واقفا مكانه من شدة الصدمة: "ساتان، ساتان كروسفورد نطاق الموت والحياة لعنك، انت ملعون...." كانت تلك الكلمات هيا اخر ما لفظته تلك الملاك بينما تبكي قبل أن تختفي كليا، وجه ذلك الفتى ساتان تحول للون الشاحب بينما يغرق في تفكيره.
اااااااه
*--------------------*
الذي لا يملك بداية، لا يملك نهاية هذا هو معنى روايتي بإختصار...
No comments:
Post a Comment